منذ أكثر من سنة، بدأ سكان تاورغاء المهجرين قسراً منذ سنة 2011 بالعودة إلى مدينتهم التي تكاد أن تكون خالية من مقومات الحياة. ورغم الصعوبات الكثيرة وشح الحد الأدنى من ضروريات الحياة وشبه إنعدام البنية التحتية، فإن عودة نازحي تاورغاء إلى مدينتهم في تزايد مستمر حيث بلغ عدد العائلات التي عادت حتى الأن ما يقارب 550 عائلة بما في ذلك حوالي 540 طالب و طالبة يتلقون تعليمهم الآن بالمدينة.

ومن أجل الوقوف على الأوضاع الإنسانية في مدينة تاورغاء والإطلاع بشكل مباشر على احتياجاتها والإستماع الى شواغل سكانها، قام نائب رئيس البعثة، الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في ليبيا، يعقوب الحلو، بزيارة إلى المدينة يوم الإثنين الماضي، على رأس وفد رفيع المستوى من وكالات الأمم المتحدة ضم كل من  السيد جيراردو نوتو، المنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا، وممثلين عن منظمة الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في ليبيا.

واستهل الوفد هذه الزيارة بتفقده لمستشفى تاورغاء الميداني المؤقت وكان في استقباله السيد عبدالرحمن الشكشاك، رئيس المجلس المحلي تاورغاء، والسيد عبد النبي ابوعرابه، رئيس لجنة المتابعة، حيث اطلع علي الخدمات التي يقدمها المرفق الطبي الميداني والتحديات التي تواجه نشاطه. وعلى الصعيد ذاته، زار الوفد مستشفى تاورغاء العام التي تتم أعادة تأهيلها بالكامل بدعم من وزارة الصحة بحكومة الوفاق الوطني، وإستمع الوفد من الشركة المنفذة على سير عملية صيانة المستشفى.

كما زار نائب رئيس البعثة والوفد المرافق له مدرسة "نداء ليبيا" بتاورغاء، حيث التقى الوفد بالمعلمين والطلبة وتعرّف على المشاكل التي يواجهها قطاع التعليم في ليبيا. وأبدى الحلو اعجابه بإصرار المدرسين والتلاميذ على متابعة الدراسة رغم التحديات العديدة التي تواجههم من نقص في الكتب والتجهيزات وغيرها.

ولأهمية قطاع التعليم، زار الوفد أيضاً مدرسة تاورغاء الثانوية للبنين - وهي واحدة من ثلاث مدارس سوف تتم إعادة صيانتها بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا - واطلع علي نسبة الأضرار التي لحقت بالمدرسة والحاجة الملحة لتنفيذ أعمال الصيانة فيها.

وخلال زيارته، شهد نائب رئيس البعثة والوفد  المرافق له وعميد البلدية عملية توزيع الحصة الغذائية الشهرية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي حيث إستمع إلى ملاحظات وإقتراحات عدة من الأهالي.

إلى ذلك، قام الوفد بزيارة عين تاورغاء التاريخية واطلع على المشاريع التي تضررت جراء الأحداث في تلك المنطقة. كما زار الوفد التجمع السكني بتاورغاء والتقى بعدد من الأهالي والسيدات المشاركات في برنامج الأسرة المنتجة ضمن مشاريع الدعم المقدمة من برنامج الغذاء العالمي. واختتم الوفد زيارته في مركز شرطة تاورغاء حيث تمت مناقشة الوضع الأمني في تاورغاء.

وكان نائب رئيس البعثة والوفد الأممي المرافق له قد إجتمع بعميد بلدية تاورغاء، عبد الرحمن الشكشاك، وعدد من أعضاء المجلس البلدي،. وفي الاجتماع، تم التأكيد على أهمية التنسيق والتعاون التام بين المنظمات الدولية والسلطة المحلية بتاورغاء وإقامة شراكه حقيقية بغية دعم الاستقرار في المدينة.

وفيما أطلع نائب رئيس البعثة على حجم الدمار والأضرار التي لحقت بالمدينة، إلا أنه أعرب عن سعادته بعودة النازحين إلى ديارهم وأثنى على دعم الوزارات التابعة لحكومة الوفاق الوطني في مجال الصحة والتعليم وغيرها. قال الحلو "يسعدني أن أزور المدينة و أرى ثمار المصالحة بين الجارتين مصراتة وتاورغاء  وأن ألتقى لأول مرة منذ العام ٢٠١١ ببعض أهل تاورغاء بمدينتهم و ليس فى مراكز إيواء النازحين".

وتأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة زيارات ميدانية يقوم بها يعقوب الحلو لعدد من البلديات في ليبيا للاطلاع على الأوضاع الإنسانية ومدى فاعلية الاستجابة الإنسانية ومتابعة المشاريع التنموية التي تنفذها برامج ووكالات الأمم المتحدة.