نص المؤتمر الصحفي لـ غسان سلامة، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حول استئناف الجولة الثانية من مباحثات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5 في جنيف – 18 فبراير 2020

18 فبراير 2020

نص المؤتمر الصحفي لـ غسان سلامة، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حول استئناف الجولة الثانية من مباحثات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5 في جنيف – 18 فبراير 2020

(بإمكانكم تحميل الفيديو الكامل للمؤتمر الصحفي والصور عبر الرابطhttps://www.unognewsroom.org/story/en/170/stakeout-srsg-ghassan-salame-about-libya-continuity-and-cut-aways)

 

شكراً لكم. صباح الخير

لم نلتق خلال العشرة أيام الماضية. حصلت بعض التطورات مما يعطينا أملاً أكبر في عودة تدريجية إلى واقع حال مقبول أكثر في ليبيا. أولاً، أود أن أقول لكم بأنه بعد أن أنهينا الجولة الأولى من المحادثات العسكرية هنا، بدأنا بالجولة الثانية من المسار الاقتصادي في القاهرة - اجتمعت 28 مؤسسة مالية واقتصادية وخبراء ومسؤولون اقتصاديون من جميع أنحاء البلاد. كان الاجتماع جيداً جداً، وسيستمر هذا المسار الاقتصادي باجتماع جديد في النصف الأول من شهر آذار/مارس حول قضايا دقيقة جداً في ليبيا مثل إعادة إعمار البلاد، وإعادة إعمار المناطق التي طالها الدمار والتنمية وطبعاً مسألة إعادة توزيع أفضل أو أكثر عدلاً لإيرادات الدولة.

الحدث الثاني، الذي تم بعد آخر لقاء لنا كان مصادقة مجلس الأمن على القرار 2510 والذي أعطى لخلاصات مؤتمر برلين طابعا شرعياً كنا بحاجة إليه لبعث رسالة قوية بأن هذا الجهد المتمثل في عملية برلين والذي قضينا أشهراً عدة لاستكماله قد تم اعتماده من قبل المجتمع الدولي أو على الأقل من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

كانت هناك أحداث أخرى على غرار قرار الاتحاد الأوروبي بالتفكير في المساعدة في مراقبة حظر الأسلحة بحراً، بالطبع، كان لنا في ميونخ، على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ، لقاء وزاري خاص، على هامش المؤتمر، شكل اجتماع المتابعة الأول لمؤتمر برلين، وجمع البلدان والمنظمات التي حضرت مؤتمر برلين، ليدل على أن مؤتمر برلين مثل لحظة زمنية في مسار طويل سيستمر من خلال لجنة المتابعة هذه التي التأمت لأول مرة في برلين، وستنعقد شهريا. وأعتقد أن الاجتماع التالي سيتم في روما.

إذن في حين أن الوضع على الأرض يراوح مكانه حيث إن الهدنة هشة جداً ويتم خرقها باستمرار، إذ حدثت هجمات جديدة، بما في ذلك يومنا هذا، على ميناء طرابلس ذاته. ولا تزال هناك حوادث شمالاً ويميناً. وفي حين يستمر هذا الوضع على الأرض على حاله، لم يتراجع أي من الطرفين عن القبول بالهدنة، والمسار السياسي يحاول أن يجد طريقه إلى الأمام. أنا سعيد بعودتي مجدداً إلى جنيف لتيسير الجولة الثانية من المحادثات العسكرية. الوفدان وصلا يوم أمس، وشرعنا في اجتماعاتنا اليوم على الساعة العاشرة ونتمنى أن نتمكن خلال هذه الجولة الثانية من التوصل إلى نوع من التوافق في الآراء بشأن صيغة وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا.

سؤال: لقد أشرتم إلى إعلان الاتحاد الأوروبي يوم أمس بشأن قوة بحرية جديدة. كيف تقيمون ذلك وإلى أي مدى سيؤثر ذلك على المحادثات هذا الأسبوع لأنه يبدو بأن القوة ستتموقع في منطقة على مقربة من أحد الطرفين وليس في كامل البلاد؟

غسان سلامة: حسناً، تعرفون بأن مساحة ليبيا ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا. وحظر الأسلحة يُنتهك جواً وبراً وبحراً. وهذا يعني بأن مراقبة حظر الأسلحة يستدعي الكثير من الجهود والكثير من التعاون على مدى آلاف الكيلومترات من الشريط الساحلي أو الحدود البرية، ناهيك عن عشرات المطارات المتواجدة في ليبيا. البلد شاسع جداً، أو بالأحرى قارة تقريباً. وعليه كل من يمكنه أن يساعد في مراقبة حظر الأسلحة مرحب به وفي أي جزء من ليبيا، ما دام يعمل في إطار الامتثال للقرار 2510 الذي يدعو إلى تطبيق أفضل لحظر الأسلحة وكل من بإمكانه المساعدة في تطبيق هذا القرار مرحب به، أخذاً بعين الاعتبار أن ما من أحد بإمكانه الاضطلاع بكامل منظومة المراقبة الضرورية جواً وبحراً وبراً.

سؤال: هل يمكنني أن أستوضح منكم إلى أين وصلتم بالتحديد في مساركم. تلتقون الآن في محادثات غير مباشرة على ما أعتقد. ما مدى اقترابكم من التوصل إلى وقف إطلاق النار، وهل التوصل لوقف إطلاق النار ضروري قبل بدء محادثاتكم السياسية الأسبوع المقبل؟ هل تمثل هذه محادثاتكم السياسية الأسبوع المقبل مؤتمركم الوطني الذي تحدثتم عنه في غدامس؟ هل يمكنكم أن تشرحوا لنا ذلك. والسؤال الأكبر هو هل عادت خطتكم إلى السكة من جديد؟

غسان سلامة: الخطة واضحة جداً. لقد تم عرضها على مجلس الأمن في 29 تموز/يوليو، ونحن نقوم بتنفيذها بالكثير من الثبات والصبر. قلت بأننا أولاً بحاجة إلى مظلة دولية ولذلك من الضروري وجود نوع من التوافق الدولي في الآراء وقد استغرقنا الأربعة أشهر الأخيرة من العام 2019 في بناء هذا التوافق في الآراء، وكُلّل ذلك بمؤتمر برلين الذي انعقد في 19 من شهر كانون الثاني/يناير. وقلنا بأن هذا المؤتمر لن يؤتي أكله ما لم تكن هنالك آلية للمتابعة. وقد تم إرساء آلية المتابعة هذه والتأمت في اجتماعها الأول على المستوى الوزاري قبل يومين في ميونيخ، والاجتماع الموالي سوف ينعقد في شهر آذار/مارس في روما. قلنا أيضاً بأنه يتوجب علينا أن ندفع معاً بشكل متزامن بثلاث مسارات، المسار الاقتصادي وقد شرعنا فيه في 6 كانون الثاني/يناير حتى قبل انعقاد مؤتمر برلين، والاجتماع الثاني انعقد في القاهرة الأسبوع الماضي والاجتماع المقبل سينعقد في آذار/مارس. المسار العسكري وهو المسار الثاني شرعنا فيه قبل أسبوعين في هذا المبنى بالذات -كانت تلك الجولة الأولى ونحن هنا في جولة ثانية - بالمهمة نفسها، وبقائمة طويلة من البنود على جدول الأعمال. أعتقد بأن هذه اللجنة أمامها الكثير للقيام به: نزع السلاح، التسريح وإعادة الإدماج، إزالة المظاهر العسكرية، إلخ وكذلك ترجمة الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار. والمسار الثالث وهو المسار العسكري والذي أتمنى أن يتم هنا في هذا المبنى بالذات في 26 من فبراير/شباط.

إذن خطتي، لا تعود إلى السكة من جديد، خطتي لم تغادر السكة أبداً. هي في طور التنفيذ، بصبر وثبات على الرغم من العراقيل الكثيرة. أفضل وجود وقف لإطلاق النار لتنفيذ ما تبقى من الخطة لكن وقف إطلاق النار ليس شرطاً مسبقاً لذلك.

 

سؤال: إلى أي مدى هذه الملفات منفصلة عن بعضها البعض، أي ما سيحصل اليوم والأيام المقبلة، إلى أي مدى هو منفصل عمّا سيحصل الأسبوع المقبل؟ هل يمكن أن يفضي هذا الأسبوع إلى فشل وتحصل المفاوضات الأسبوع المقبل رغم ذلك؟  

غسان سلامة: لا يوجد فشل. لا يمكن أن يترتب فشلٌ عن هذا الأسبوع. الواقع أكثر تعقيداً من ذلك. الواقع أن ليبيا في وضع غير مستقر منذ 2011. من السذاجة الاعتقاد بأن اجتماعاً واحداً حول المسار الاقتصادي، واجتماعاً واحداً حول الشأن السياسي واجتماعاً واحداً بالشأن العسكري سيحل جميع المشاكل. أمامنا سلسلة من المشاكل في المسارات الثلاث التي قمنا بفتحها وهي معقدةٌ للغاية. وعليه، فأمامنا العديد من الأسابيع، بل والعديد من الجولات بالتأكيد في كل من هذه المسارات للتوصل إلى حل. إن القرار الذي اتخذ في برلين هو أن هذه المسارات الثلاث -المسار الاقتصادي والمالي، والمسار السياسي، والمسار العسكري والأمني- ينبغي أن تكون متزامنة، يجب أن تتم بشكل متزامن. ليس بالضرورة في اليوم نفسه وفي التوقيت نفسه، وإنما في الفترة نفسها.

لذلك قمنا بإطلاقها جميعها في هذا الوقت. لماذا إذن؟ لأن الاهتمام المكرّس لكل من هذه المسارات يختلف بحسب الأطراف. البعض كان يريد البدء بوقف إطلاق النار أولاً، والبعض الآخر كان يريد البدء بتشكيل حكومة موحدة، وآخرون، بالعكس، يريدون الذهاب مباشرةً إلى مسألة توزيع الريع النفطي. ما تقرر في برلين، وما نحاول فعله بإمكاناتنا المتواضعة، هو إطلاق المفاوضات بشأن الملفات الثلاث في الوقت نفسه. الأمر مرهقٌ، أقرُّ بذلك. بطبيعة الحال، سيؤدي التقدم في إحدى المسارات إلى التقدم الموازي في مسار آخر، لكن لا يوجد مسار مشروط بمسار آخر. أقصد أنه يمكننا البدء في مناقشة مسائل عسكرية والتقدم في النقاش شيئاً ما، في حين أن النقاشات السياسة تتعثر تارة وتَستأنف تارة أخرى، إلخ. المسار الاقتصادي يسلك منحى جيد، على ما أعتقد. الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للملف العسكري، وسنرى فيما يخص الملف السياسي عندما يتم فتحه الأسبوع المقبل.

 

سؤال: بالنسبة لإعلان برلين، هل احترمت، البلدان التي حضرت، لاسيما البلدان التي تشارك، أو بالأحرى التي لديها تأثير مباشر على ليبيا، هل احترمت هذه البلدان هذا الاتفاق، إعلان برلين هذا، وأنا أخصّ بالذّكر البلدان التي ترسل أسلحة ومقاتلين – هل يستمرُّ المقاتلون السّوريون في التوافد على ليبيا؟

غسان سلامة: كانت هناك خروقات. منذ 19 كانون الثاني/يناير، كانت هنالك خروقات في مجال تسليم الأسلحة وفي مجال توافد المقاتلين الأجانب. كانت هناك خروقات. هل شكلت هذه الخروقات نوعاً من العودة من جديد إلى التّدخل في الشؤون الليبية؟ أو هل مثلت تنفيذاً لالتزامات تمّ التعهد بها قبل مؤتمر برلين أصلاً؟ لا يمكنني الإجابة في الوقت الحالي. الأكيد هو أنه كانت هناك خروقات من قبل الدول التي التزمت بعدم إرسال مرتزقة أو إرسال أسلحة. كانت هناك خروقات.

 

سؤال: ما هي النقاط الصعبة التي تعترض مفاوضات اللجنة العسكرية في اسبوعها الثاني. إذا أمكن بأمثلة أو بقضايا من ناحية ملموسة، ماذا يحدث في الميدان؟ وماهي الصعوبات التي تواجهها المفاوضات ذات العلاقة بما يجري في الميدان؟

غسان سلامة: الصعوبات واضحة – الصعوبات واضحة. لديك نوعان من الصعوبات علينا أن نواجهها. أيضًا بصبر وصمت وثبات.

النوع الأول هو خروقات الهدنة التي أعلنها الطرفان – أو أعلن الطرفان القبول بها في الثاني عشر من يناير الماضي. وهناك خروقات مستمرة- وهناك خرق كبير حصل اليوم بالهجوم على ميناء طرابلس. نحن عددنا أكثر من 150 خرقاً منذ تاريخ 12 يناير. وبالتالي من الصعب أن نسير قدمًا في المسارات الثلاثة طالما الخروقات لهذه الهدنة مستمرة. لذلك ندعو إلى احترام الهدنة واحترام الأطراف الليبية لقرارها بقبول الهدنة، وندعو الأطراف الدولية للضغط على الأطراف الليبية لكي تحترم هذه الهدنة، لأنه من الصعب التفاوض في المسار السياسي أو الاقتصادي أو العسكري طالما الهدنة مخترقة بهذه الطريقة.

الموضوع الثاني المهم – الصعوبة الثانية التي تعترضنا، هي الصعوبة المتعلقة بميدان القتال نفسه: كيف يمكن تنظيم – انتقال الهدنة أمر سهل – هناك من يطالب بهدنة وهناك من يقبل بها، ولكن ليس هناك التزامات أخرى. وقف إطلاق النار هو تعبير عن اتفاق، اتفاق متشعب، يدخل في تفاصيل التفاصيل. من يراقب الهدنة، من يراقب وقف إطلاق؟ ماذا يحصل لكل طرف في كل منطقة بالذات على الخريطة؟ ماذا يحصل للأسلحة الثقيلة؟ ماذا يكون مصير المقاتلين غير النظاميين؟ ما هو دور الأمم المتحدة إلى جانب اللجنة العسكرية المشتركة؟ كل هذه المواضيع تشكل تنظيماً لساحة قتال بهدف انتقالها من حالة حرب إلى حالة وقف قتال له طابع الديمومة. إذن لدينا مصاعب هنا بقبول الطرفين بالتنازلات الضرورية التي تسمح بإعادة الروح المدنية لمواقع الاقتتال الحالية.

 

سؤال: قرار الأمم المتحدة الأخير رقم 2510 يعتبر قرار مهم بالنسبة لـ ليبيا، بخاصة على مجال وقف إطلاق النار، هل هناك إمكانية لتجسيمه على أرض الواقع؟ أم أن هناك تخوفات من صعوبة تنفيذه على الميدان نفسه؟

غسان سلامة: إن المنطق يقول إنه عندما يتخذ مجلس الأمن الدولي أي قرار فإن الهدف منه هو تنفيذه وليس مجرد اتخاذه. الآن، أنا رجل واقعي وأعلم أن عدداً لا بأس به من قرارات مجلس الأمن تأخذه حيزها إلى التنفيذ، ولكن ما يعطيني بعض الأمل هو أمران: الأمر الأول هو أن الليبيين أنفسهم يريدون نهاية لهذه المأساة التي دخلوا فيها. وثانياً أننا بعد مؤتمر برلين لم نقفل الباب أمام الدول التي اشتركت في المؤتمر بل على العكس دخلت دول جديدة في لجنة المتابعة للتأكد من تنفيذ ما كان خلاصات برلين وأصبح الآن متضمنا في القرار الجديد من مجلس الأمن الدولي. هذا يعطيني بعض الأمل، ولكن ليس هناك من ضمانة مطلقة تقول بأن كل قرار يصدر عن مجلس الأمن يلقى تنفيذًا في اليوم التالي. هذا أمر ليس صحيح، وكلنا نعلم ذلك. لكن هنالك قدراً من الأمل موجود بأن مقررات مؤتمر برلين التي ترجمت الآن إلى قرار من مجلس الأمن تعطي صورة عن قدر من التوافق الدولي على انهاء المأساة الليبية. هل سيتم ذلك بين ليلة وضحاها، بالتأكيد لا. ولكن لدي قدر من الأمل بأنه سيتم تنفيذ هذا القرار.

-

سؤال: ما هي النقاط الصعبة التي تعترض مفاوضات اللجنة العسكرية في اسبوعها الثاني. إذا أمكن بأمثلة أو بقضايا من ناحية ملموسة، ماذا يحدث في الميدان؟ وماهي الصعوبات التي تواجهها المفاوضات ذات العلاقة بما يجري في الميدان؟

غسان سلامة: الصعوبات واضحة – الصعوبات واضحة. لديك نوعان من الصعوبات علينا أن نواجهها. أيضًا بصبر وصمت وثبات.

النوع الأول هو خروقات الهدنة التي أعلنها الطرفان – أو أعلن الطرفان القبول بها في الثاني عشر من يناير الماضي. وهناك خروقات مستمرة- وهناك خرق كبير حصل اليوم بالهجوم على ميناء طرابلس. نحن عددنا أكثر من 150 خرقاً منذ تاريخ 12 يناير. وبالتالي من الصعب أن نسير قدمًا في المسارات الثلاثة طالما الخروقات لهذه الهدنة مستمرة. لذلك ندعو إلى احترام الهدنة واحترام الأطراف الليبية لقرارها بقبول الهدنة، وندعو الأطراف الدولية للضغط على الأطراف الليبية لكي تحترم هذه الهدنة، لأنه من الصعب التفاوض في المسار السياسي أو الاقتصادي أو العسكري طالما الهدنة مخترقة بهذه الطريقة.

الموضوع الثاني المهم – الصعوبة الثانية التي تعترضنا، هي الصعوبة المتعلقة بميدان القتال نفسه: كيف يمكن تنظيم – انتقال الهدنة أمر سهل – هناك من يطالب بهدنة وهناك من يقبل بها، ولكن ليس هناك التزامات أخرى. وقف إطلاق النار هو تعبير عن اتفاق، اتفاق متشعب، يدخل في تفاصيل التفاصيل. من يراقب الهدنة، من يراقب وقف إطلاق؟ ماذا يحصل لكل طرف في كل منطقة بالذات على الخريطة؟ ماذا يحصل للأسلحة الثقيلة؟ ماذا يكون مصير المقاتلين غير النظاميين؟ ما هو دور الأمم المتحدة إلى جانب اللجنة العسكرية المشتركة؟ كل هذه المواضيع تشكل تنظيماً لساحة قتال بهدف انتقالها من حالة حرب إلى حالة وقف قتال له طابع الديمومة. إذن لدينا مصاعب هنا بقبول الطرفين بالتنازلات الضرورية التي تسمح بإعادة الروح المدنية لمواقع الاقتتال الحالية.

 

سؤال: قرار الأمم المتحدة الأخير رقم 2510 يعتبر قرار مهم بالنسبة لـ ليبيا، بخاصة على مجال وقف إطلاق النار، هل هناك إمكانية لتجسيمه على أرض الواقع؟ أم أن هناك تخوفات من صعوبة تنفيذه على الميدان نفسه؟

غسان سلامة: إن المنطق يقول إنه عندما يتخذ مجلس الأمن الدولي أي قرار فإن الهدف منه هو تنفيذه وليس مجرد اتخاذه. الآن، أنا رجل واقعي وأعلم أن عدداً لا بأس به من قرارات مجلس الأمن تأخذه حيزها إلى التنفيذ، ولكن ما يعطيني بعض الأمل هو أمران: الأمر الأول هو أن الليبيين أنفسهم يريدون نهاية لهذه المأساة التي دخلوا فيها. وثانياً أننا بعد مؤتمر برلين لم نقفل الباب أمام الدول التي اشتركت في المؤتمر بل على العكس دخلت دول جديدة في لجنة المتابعة للتأكد من تنفيذ ما كان خلاصات برلين وأصبح الآن متضمنا في القرار الجديد من مجلس الأمن الدولي. هذا يعطيني بعض الأمل، ولكن ليس هناك من ضمانة مطلقة تقول بأن كل قرار يصدر عن مجلس الأمن يلقى تنفيذًا في اليوم التالي. هذا أمر ليس صحيح، وكلنا نعلم ذلك. لكن هنالك قدراً من الأمل موجود بأن مقررات مؤتمر برلين التي ترجمت الآن إلى قرار من مجلس الأمن تعطي صورة عن قدر من التوافق الدولي على انهاء المأساة الليبية. هل سيتم ذلك بين ليلة وضحاها، بالتأكيد لا. ولكن لدي قدر من الأمل بأنه سيتم تنفيذ هذا القرار.

 

سؤال: هل تفضلتم باطلاعنا على مستجدات محادثاتكم مع زعماء القبائل بشأن الاغلاق النفطي؟ وثانيا، هل يمكننا معرفة ما إذا كانت نلك الاجتماعات قد تمت اليوم في غرفتين منفصلتين أو غرفة واحدة؟

غسان سلامة: حسنًا، بدأنا الاجتماعات اليوم في غرفتين، ولا أستبعد فكرة عقد الاجتماعات في غرفة واحدة، غير ان الجانبين حتى الان يرون أنه من الأفضل عدم وجود تفاعل مباشر بينهما. ما يهمني هو التوصل لاتفاق وليس التقاط الصور، لذا إذا تسني لي التوصل للاتفاق بأي شكل من الأشكال، سواء كان ذلك الاجتماع قد عقد في غرفة واحدة أو اثنتين أو ثلاث - فهذا ما يهمني.

لقد بعث لي زعماء القبائل مؤخراً بشروطهم، ولكن ينبغي على القول انها كانت شروطا عامة إلى حد كبير. والواقع أن أغلب هذه القضايا تتم معالجتها في المسار الاقتصادي، ولهذا السبب نريد للمسار الاقتصادي أن يمضي قدما للتصدي لهذه التساؤلات، ولم تتضمن رسالتهم لي اي شروط محددة.

 

سؤال: فيما يتعلق بالمسار السياسي الذي يفترض أن يكون الأسبوع القادم، هل حصلتم على موافقة مبدئية من الأطراف أن يحضروا إلى جنيف، وهل هناك نية لدعوة أي من الدول المعنية والمنخرطة في ليبيا؟ نريد أن نسمع منكم -شكراً.

غسان سلامة: جوابي على السؤال الثاني هو أن المفاوضات هي ليبية-ليبية بالخالص، لذلك المفاوضات العسكرية تجري تماماً بين وفدين ليبيين وليس هناك وجود لأي دولة. والمفاوضات السياسية أتوقع أن تكون بنفس الطريقة. الجانب الدولي أو الخارجي تم بحثه في مؤتمر برلين وفي لجنة المتابعة التي انعقدت في ميونخ منذ يومين. الجانب الليبي-الليبي هو اليوم الجانب الأساسي الذي تقوم عليه.. – والاجتماع الذي حصل القاهرة في المحادثات الاقتصادية – أيضًا كان يضم 22 شخصية ليبية دون أي وجود خارجي. إذن لا أتوقع أن يكون هناك ممثلون للدول داخل الاجتماعات. هذا لا يعني أنهم لن يكونوا في جنيف وألا يتابعوا عن كثب المفاوضات كما يتابعون الآن عن كثب المفاوضات العسكرية نقوم بها هنا. شو بقية السؤال؟

لم ندعو رسيمًا الأطراف. حددنا موعد 26 فبراير. لكن سندعو رسمياً، شخصياً الأشخاص المدعوين لهذا الاجتماع خلال ساعات أو يوم.

 

سؤال: تم التطرق لكثير من هذه المواضيع في اخر مرة تواجدتم فيها هنا. لكن الأنباء التي وردت أمس من الاتحاد الأوروبي تفيد بإنهاء عملية صوفيا. ما تعليقكم على ذلك، خاصة وأن القوى الأوروبية، لا سيما فرنسا وبريطانيا، قد لعبت دورا كبيرا، قبل تسع سنوات مضت، في إسقاط نظام القذافي، هل لنا معرفة ردة فعلكم حيال إنهاء عملية صوفيا؟

غسان سلامة: هذا نصف القصة، لقد سألت عن النصف الآخر. والقصة هي أن عملية صوفيا قد تم أنهاؤها بغية استبدالها بمشروع آخر. والفكرة الآن هي أن لدينا هذا الإصرار على حظر الأسلحة - إنها قضية كبيرة. لماذا هي قضية كبيرة؟ لأن البلاد في الاساس مليئة بالأسلحة، هنالك أكثر من عشرين مليون قطعة سلاح. غير ان المعدات الجديدة ما زالت تتدفق، وتلك المعدات المتدفقة هي من نوعية مختلفة تماما، فضلا عن تدفق المرتزقة. لذا فإن ما يحدث الآن هو انتهاك للحظر على الأسلحة، بل إن الانتهاك قد زادت وتيرته منذ بداية الهجوم على طرابلس في إبريل/نيسان. لذلك، هناك إصرار على حظر الأسلحة. ولكن من سيستطيع السيطرة على حظر الأسلحة؟ البلاد كبيرة حيث تبلغ مساحتها 1.7 مليون كيلومتر مربع. وهي تمتد لآلاف الكيلومترات فضلا عن الحدود البرية، وبها العشرات من المطارات في كافة ارجاء البلاد وسواحل تمتد 1900 كيلومتر، لذلك فكل من يستطيع المساعدة في مراقبة عمليات نقل الأسلحة مرحب به. هذا هو توجهي، لذلك لا يهمني إذا ما سميت العملية بصوفيا أو اي شيء آخر. ولا يهمني أيضا إذا ما تم ذلك بواسطة الأوروبيين أو غيرهم، فالمطلوب هو أن تهب الدول الاعضاء في الأمم المتحدة لنجدة البعثة، ومجلس الأمن في المساعدة ورصد انتهاكات حظر الاسلحة وإلا فإن هذه الانتهاكات لن تتوقف.

سؤال: هل يحدوكم الامل في مساعدة العملية الجديدة في وقف تلك الانتهاكات؟

غسان سلامة: أتمنى ذلك.