الكلمة الافتتاحية للممثلة الخاصة للأمين العام بالإنابة ستيفاني وليامز في المؤتمر الصحفي بعد التوقيع على وقف إطلاق النار بين الفرقاء الليبيين - جنيف، قصر الأمم - 23 تشرين الأول/أكتبر 2020

23 أكتوبر 2020

الكلمة الافتتاحية للممثلة الخاصة للأمين العام بالإنابة ستيفاني وليامز في المؤتمر الصحفي بعد التوقيع على وقف إطلاق النار بين الفرقاء الليبيين - جنيف، قصر الأمم - 23 تشرين الأول/أكتبر 2020

مساء الخير

اليوم يوم عظيم للشعب الليبي. ففي الساعة :1511 صباح هنا  اليوم وفي مقر الأمم المتحدة في جنيف، وقع الوفدان الليبيان المشاركان في محادثات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) اتفاقاً تاماً ودائماً لوقف إطلاق النار على أساس النفاذ الفوري في جميع أنحاء البلاد.  وتم تيسير هذا الاتفاق من قبل الأمم المتحدة ووقعأعضاء فريق الامم المتحدة بالتوقيع كشهود على ذات الاتفاق.

وقد أتى  توقيع اتفاق وقف إطلاق النار هذا إستجابةً مع دعوة الأمين العام لوقف إطلاق النار على الصعيد العالمي ووقف الأعمال العدائية المتعلقة بوباء كورونا (كوفيد 19).

ومن اهم بنود هذا الاتفاق انه نص على عودة جميع الوحدات العسكرية والتشكيلات المسلحة الموجودة على خطوط التماس إلى معسكراتها. وسيصاحب ذلك خروج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من جميع الأراضي الليبية - البرية والجوية والبحرية - في مدة أقصاها ثلاثة أشهر من اليوم.

في  حين ان اتفاق وقف إطلاق النار لن يسري على المجموعات المصنفة ارهابية من قبل الأمم المتحدة.

كما تم الاتفاق ايضاً على انه، ولحين تولي الحكومة الموحدة الجديدة مهامها، يتم تعليق جميع الاتفاقات العسكرية الخاصة بالتدريب داخل ليبيا مع مغادرة أطقم التدريب البلاد.

وسوف يتم بموجب هذا الاتفاق إنشاء غرفة عمليات شرطية مشتركة تتولى اقتراح وتنفيذ ترتيبات خاصة لتأمين المناطق التي يتم إخلاؤها من الوحدات العسكرية والتشكيلات المسلحة. كما اتفقت اللجنة العسكرية المشتركة على تشكيل قوة عسكرية مشتركة محدودة العدد من عسكريين نظاميين تحت غرفة عمليات مشتركة تابعة للجنة العسكرية المشتركة.

وكذلك اتفق الطرفان، بدعم ومشاركة من الأمم المتحدة، على البدء الفوري بحصر وتصنيف جميع المجموعات والكيانات المسلحة على كامل التراب الليبي، سواء التي تم ضمها للدولة أم لا. وسوف يتم وضع آلية وشروط لإعادة دمج أفرادها، وبشكل فردي، في مؤسسات الدولة لمن تنطبق عليه شروط ومواصفات كل مؤسسة.

ودعم الطرفان تأكيد التزامهما بتنفيذ إجراءات بناء الثقة التي تم الاتفاق عليها في وقت سابق من هذا الأسبوع فيما يتعلق بالفتح الكامل للطرق البرية والجوية في جميع أنحاء ليبيا. كما اتفقا على إجراءات بناء الثقة ذات الصلة بتدابير الحد من استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف وتسهيل تبادل المحتجزين وإعادة هيكلة حرس المنشآت النفطية.

وفي هذا الصدد ، وبالحديث عن تدابير بناء الثقة، أود أن أشير إلى أنه انطلقت اليوم رحلة من طرابلس إلى بنغازي وثمة استئناف منتظم الآن وجدول للرحلات الجوية بين هاتين المدينتين.

أود أن أشير أيضاً إلى أنه في مناقشاتي مع الفرق هذا الصباح، كانت هناك بعض المؤشرات الجيدة للغاية على أن المنشآت النفطية في رأس لانوف والسدرة ستكون جاهزة لاستئناف الإنتاج في المستقبل القريب، في فترة زمنية قصيرة جداً.

واتفق الطرفان على إنشاء آلية لرصد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بالاشتراك مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. وطلب الطرفان من البعثة إحالة اتفاق وقف إطلاق النار إلى مجلس الأمن والطلب من المجلس تبنّي قرار لضمان امتثال جميع الأطراف الداخلية والخارجية لوقف إطلاق النار الدائم في جميع أنحاء البلاد.

هناك الكثير مما يتعين القيام به للمضي قدماً. وسوف نسارع لعقد اجتماعات لجنة (5+5) في اسرع وقت ممكن كي تباشر اللجان الفرعية عملها الذي سيتناول مجالات مثل انسحاب القوات الليبية من خطوط التماس وخروج جميع المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد ونزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج والترتيبات الأمنية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى بذل الجهود الوطنية الهادفة إلى توحيد القوات المسلحة.

أود أن أتقدم بالشكر إلى جميع اعضاء اللجنة العسكرية المشتركة العشرة، حيث ان ما أنجزوه هنا اليوم تتطلب قدراً كبيراً من الشجاعة. وقد أثبتوا وطنيتهم وحبهم لبلدهم والتزامهم بالعمل معاً للتوصل إلى اتفاق يمكن أن يساعد في تأمين مستقبل أفضل وأكثر أمناً وسلماً لجميع أبناء الشعب الليبي. وأحيي إحساسهم بالمسؤولية والتزامهم بالحفاظ على وحدة ليبيا وإعادة تأكيد سيادة ليبيا.

كما أود أن أشكر رئيس المجلس الرئاسي، السيد فايز السراج، وأعضاء المجلس الآخرين ورئيس مجلس النواب، السيد عقيلة صالح، والقائد العام، المشير خليفة حفتر. ولا بد لي أيضاً من أن أحيي العديد من الليبيين الذين ضحوا بالكثير والذين فقدوا أحباءهم والذين أصيبوا وتعرضوا للنزوح جراء هذا النزاع الطويل.

لقد بذل أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة جهوداً جبارة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار هذا. وقد كانوا مثالاً متميزاً وراقياً لزملائهم المشاركين في المسارين السياسي والاقتصادي. لقد أدت اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) دورها - وقد فعلت ذلك بشكل جيد للغاية – وما على زملائهم في المسارات الأخرى الآن إلا القيام بما عليهم.

كما يتوجب على المجتمع الدولي أن يقوم بدوره عبر احترامه الكامل ودعمه لهذا الاتفاق الليبي – الليبي لوقف إطلاق النار من خلال دعمه لاعمال هذه اللجنة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2510 وخلاصات مؤتمر برلين. وهذا يشمل الاحترام التام لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا والتنفيذ الكامل لحظر التسليح الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.

نشكر الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية المشاركة في مسار برلين وكذلك جيران ليبيا على دعمهم.

شكراً لكم