كلمة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز، عقب مراسيم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الفرقاء الليبيين
السلام عليكم وصباح الخير
باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يُشرِّفُني أن أَكونَ بَينَكُم اليَوم لِأَشْهَدَ لَحظةً سَيُسَجّلُها التّاريخ.
أودُّ أن أحَييكُم، فَما أَنجَزْتُمُوهُ هنا يَتطلّبُ قَدْراً كَبيراً من الشّجاعة. لَقد اجْتَمَعْتُم مِن أَجلِ ليبيا، َمِن أجْلِ شَعْبِكُم، لِتتّخِذوا خُطُواتٍ مَلمُوسةٍ ِلإِنهاءِ مُعَاناتِهِم.
أَوَدُّ أَن أُثْنيَ عَلى التِزامِكُمْ بالاجتماع للتَّوَصُّلِ إلى اتّفاقٍ يُمكنُ أن يُساعِدَ في تَأمينِ مُسْتقبل أفضَل، وأكثرُ أماناً وَسِلماً لِجميعِ أبناءِ الشّعبِ اللّيبي. أُحَيّي إحْساسَكُم بالمَسؤولية وَالتِزامَكُم بالحِفاظِ على وَحدةِ ليبيا وَإعادةِ تأكيدِ سيادَتِها.
لَقَدِ اجْتمعْتُم هذا الأُسبوع، أولاً وَقبلَ كلِّ شيء، كَلِيبيّينَ وَطَنيّين. فَلا أَحدَ يُمكِنُه أَن يُحِبَّ البَلَدَ كَما أنتُم تُحِبُّونَه. وَلا أحَد غيرَكُم يُمكنُ أن يَفهمَ ما يَنبَغي فِعْلُهُ لِاستِعادةِ البلاد وَالحِفاظِ عَليْها. كانَ الطّريقُ طَويلاً وصَعْباً في بَعضِ الأحيان، غيرَ إنَّ وطنيتكم كانَت دَليلُكُم طَوالَ الوَقتْ، وَقدْ نَجَحْتُمْ في إِبرامِ اتّفاقٍ لِوَقْفٍ نّاجِعٍ وَدائمٍ لإطلاقِ النّار.
أرجو أن يسهم هذا الاتفاق بإنهاء معاناة الشعب الليبي ويمكّن المهجرين والنازحين، خارج وداخل الوطن، من العودة الى ديارهم والعيش بسلام وأمان.
أَوَدُّ بِشَكلٍ خاص أَن أُشِيدَ بالكَفاءةِ المِهَنيّة والاحْتِرامِ المُتَبادَل الذي أَظْهَرْتُمُوه تِجاهَ بَعْضِكُم البعض طَوالَ هَذهِ المُفاوَضات. لَقَدْ كُنْتُم مِثالاً مُتَمَيّزاً وَراقِياً لإخوانكم المُشارِكين في المَسارَيْن السّياسيّ والاقتصاديّ. لَقدْ قُمْتُمْ بِدَوْرِكُمْ – وَقُمْتُم بِذلِكَ بِشَكلٍ جيّدِ جِدّاً- وَعَليْهِم الآن أن يَقُومُوا بِدَوْرِهِم.
كما اتقدم بشكري وتقديري للسيد فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي واعضائه، والسيد عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، وسيادة المشير خليفة حفتر القائد العام على جهودهم ودعمهم لهذه اللجنة.
كما يجدر بنا ألا ننسى أولئك الليبيين الذين ضحوا بأنفسهم من اجل هذا الوطن وكذلك الجرحى والمبتورين.
أعتقدُ أنّ مَا حَقّقْتُمُوهُ مَعاً هُنا يُمَثّلُ عَلامةً فَارِقةً مُهمّةً لِليبيا ولِلشّعبِ الليبي. وآمُلُ بِشدّة أن تَحْتفِلَ الأجْيالُ القادِمة منَ اللّيبيين باتفاقِ اليَوْم، بِاعْتِبارِهِ يُمثّلُ تِلكَ الخُطوةِ الأولى الحَاسِمة والشُجاعة نَحوَ تَسويَةٍ شامِلة للأَزمةِ الليبية الّتي طالَ أمَدُها.
أمامُنا الكَثيرُ مِنَ العَمل في الأيّام والأسابيعِ المُقبِلة لِتنفيذِ الالتِزاماتِ الوارِدة في هَذهِ الاتّفاقية، وَلِتَجْسيدِ عَملِ اللّجانِ الفَرعيّة. وَمِنَ المهمّ أن نَسْتَمِرَّ مِن خِلالِ العَمَلِ الهادِف بِأسْرَعِ وَقْتٍ مُمكِن مِن أجْلِ تَخْفيفِ المَشاقّ العَديدة الّتي تَسَبّبَ فِيها هّذا النّزاعُ لِلشّعبِ اللّيبي، وَمِن أجلِ أن نَمْنَحَهُم بَارِقَةَ الأَمَلِ هَذهِ لِمُسْتَقبَلٍ أفضَل.
أَعلَمُ أنّهُ يُمكِنُني أن أُواصِلَ الاعتِمادِ عَلَيْكُم، وأَعْلمُ أنَّ الشّعبَ الليبيّ يُمكِنُهُ أن يُعَوِّلَ عَلَيْكُم.
إنّ الأممَ المُتّحِدة مَعَكُم وَمَعَ شَعْبِ ليبيا. وَسَنَبْذُلُ قُصَارَى جُهدِنَا لِضَمانِ أن يُقَدِّمَ المُجتمعُ الدّوَليّ دَعْمَهُ الكامِلَ وَالثّابِتَ لَكُمْ.